تاريخ الكريبتو: الطريق إلى العملات الرقمية

وقد تم تنفيذ المعاملة الأولى بين مستخدمين باستخدام بيتكوين في أكتوبر 2009. واستمرت البيتكوين في النمو والتطور، حتى أصبحت واحدة من أبرز العملات الرقمية المعترف بها عالمياً.

وفي السنوات التالية، شهد العالم ظهور العديد من العملات الرقمية البديلة، المعروفة بـ “الآلت كوينز” مثل لايتكوين وإيثريوم وريبل ومونيرو وغيرها. تتميز هذه العملات بميزات واختلافات فريدة تجعلها تلقى اهتمام واعتماد متزايد.

بداية التداول والدخول في عالم العملات الرقمية :

يعد الكريبتو أو العملات الرقمية المشفرة، من أحدث التقنيات المالية التي تعتمد على استخدام التشفير والشبكة العنكبوتية لتحقيق الأمان والخصوصية في المعاملات المالية على الإنترنت. أما فيما يخص التداول عبر الانترنت فهو أحد أشكال الاستثمار الذي يعطي الأولوية للأرباح قصيرة الأجل على المكاسب طويلة الأجل. يتضمن التداول عبر الانترنت شراء وبيع الأسهم أو السلع أو أزواج العملات أو العملات المشفرة أو غيرها من الأدوات. من خلال منصة تداول أو تطبيق جوال.

الهدف هو تحقيق عوائد تتفوق في الأداء على الاستثمار في الشراء والاحتفاظ. التداول هو شكل من أشكال الاستثمار المضارب. يعتبر الاستخدام الواسع للكربتو في العالم من الظواهر النسبية الجديدة، حيث كانت بداية العام 2010 هي الفترة الأولى التي بدأ فيها الناس بالتداول باستخدام البيتكوين. وكان الهدف من استخدام البيتكوين في البداية هو تحويل الأموال دون الحاجة إلى الاعتماد على البنوك أو المؤسسات المالية الأخرى، بالإضافة إلى تحقيق الأمان والخصوصية في المعاملات.

في عام 2011 أطلقت أول محفظة إلكترونية للبيتكوين وهي محفظة “Blockchain”، والتي تعتبر واحدة من أشهر المحافظ التي تستخدم في تخزين العملات الرقمية حتى اليوم. ومع تطور الكريبتو، ظهرت تطبيقات وخدمات جديدة مثل منصات التداول ومتاجر البيع والشراء التي تقبل العملات الرقمية كوسيلة دفع.

الكريبتو في الأعوام الأخيرة و الاهتمام العالمي بهذا المجال :

في عام 2017 شهدت الكربتو طفرة كبيرة في الاهتمام والاعتراف العالمي. ارتفعت قيمة البيتكوين بشكل مذهل، وكان هناك زيادة كبيرة في إطلاق العملات الرقمية الجديدة من خلال عمليات العرض الأولي للعملات (ICO).

كانت هذه الظاهرة تعكس التفاؤل الكبير حيال تقنية البلوكشين و الكربتو في أنحاء العالم. ومع ذلك، شهدت الكربتو أيضاً تقلبات كبيرة في الأسعار ومخاوف بشأن الأمان والتنظيم. بسبب ذلك قدمت بعض الدول تشريعات وقيود لضمان حماية المستهلكين ومكافحة عمليات غسيل الأموال والتلاعب في السوق. مع تزايد شعبية الكربتو، تعتبر العملات الرقمية المشفرة جزءًا أساسياً من الاقتصاد العالمي، وتتأثر بالعديد من العوامل الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤثر التغير في سعر البيتكوين على الأسهم والأسواق المالية العالمية.

ومن المهم ملاحظة أن التكنولوجيا الأساسية التي تدعم الكربتو والتي تعرف باسم “البلوكشين” (Blockchain) تتطلب كمية كبيرة من الطاقة والموارد. وبالتالي، فإن تعدين الكربتو يتسبب في استهلاك الكثير من الطاقة وإطلاق الكثير من الانبعاثات الكربونية، مما يثير قلق البيئة. وعلاوة على ذلك، فإن الكربتو تواجه أيضاً مشكلات فيما يتعلق بالأمان والاحتيال. فمن الممكن للمحتالين استخدام التشفير والتكنولوجيا المشابهة للقيام بعمليات احتيال واختراق أمن العملات الرقمية وسرقتها. وقد شهدت الكربتو عددًا من الحوادث الأمنية البارزة، مثل اختراق “منصة تداول العملات الرقمية” (Mt. Gox) والذي أدى إلى فقدان ملايين الدولارات من البيتكوين.

في النهاية، تعد الكربتو أحد أحدث التطورات المالية والتكنولوجية، وتتأثر بالعديد من العوامل التي تؤثر على الاقتصاد العالمي. وعلى الرغم من المشاكل والتحديات التي تواجه تاريخ الكربتو و الطريق إلى العملات الرقمية، فإن الكربتو لا تزال تحظى بشعبية كبيرة وتستخدم بشكل متزايد في العديد من الصناعات والقطاعات.