4 إشارات على عودة العملات المستقرة الخوارزمية بعد انهيار Terra

العملات المستقرة الخوارزمية تعود مجدداً إلى واجهة النقاش في عالم الكريبتو، بعدما تعرضت لهزة كبرى عام 2022 بسبب انهيار عملة TerraUSD ونظامها المرتبط بـLUNA. ورغم المخاوف التي خلّفها هذا الحدث، بدأنا نرى خلال عامي 2024 و2025 بوادر لنهضة جديدة في تصميم العملات المستقرة الخوارزمية، مع ظهور مشاريع أكثر مرونة واستدامة. فهل تعود هذه الفكرة بثوب أكثر ذكاءً وأماناً؟

ما هي العملات المستقرة الخوارزمية وكيف تختلف عن التقليدية؟
لفهم مستقبل العملات المستقرة الخوارزمية، علينا أولاً توضيح ما هي. العملات المستقرة بشكل عام هي أصول رقمية تهدف للحفاظ على قيمة ثابتة، عادةً مرتبطة بالدولار الأمريكي. هناك نوعان رئيسيان:
- العملات المستقرة المضمونة: مثل USDT وUSDC، مدعومة باحتياطي نقدي فعلي.
- العملات المستقرة الخوارزمية: لا تملك احتياطياً مباشراً، بل تستخدم خوارزميات ذكية وآليات عرض وطلب للحفاظ على استقرار السعر.
في نموذج TerraUSD، كانت الخوارزمية تعتمد على عملة LUNA لضبط العرض والطلب بطريقة معقدة، لكن بمجرد فقدان الثقة، انهار النظام بأكمله. وهنا تظهر الحاجة إلى نماذج جديدة تتفادى هذه المخاطر.
ظهور جيل جديد من العملات المستقرة الخوارزمية:
بعد أزمة Terra، اختفى العديد من المشاريع الخوارزمية أو توقف تطويرها. لكن في السنوات الأخيرة، بدأت مشاريع جديدة بالظهور، مثل:
- Frax Finance: التي تستخدم نموذجًا هجيناً يجمع بين الخوارزميات والضمانات الجزئية.
- Liquity (LUSD): عملة مستقرة مدعومة بالإيثريوم، لكن تُدار بالكامل بواسطة عقود ذكية دون تدخل بشري.
- Ethena (USDe): مشروع ظهر مؤخراً يجمع بين استراتيجيات التحوط والأسواق الآجلة للحفاظ على قيمة ثابتة.
ما يميز هذا الجيل الجديد هو أنه لا يعتمد فقط على آليات العرض والطلب، بل يدخل في حساباته مصادر تمويل وتحوط، وخوارزميات أكثر مرونة وتفاعلاً مع السوق.
اقرأ أيضاً : 5 تحولات تكنولوجية تقود السحابة الصناعية في ألمانيا نحو الثورة الرقمية.
هل تعالج النماذج الجديدة التحديات السابقة؟
رغم التحسينات، لا تزال العملات المستقرة الخوارزمية تواجه تحديات أساسية:
- الثقة: بعد كارثة Terra، أصبح من الصعب إقناع المستثمرين بأن النظام آمن.
- الشفافية: الكثير من الأنظمة السابقة كانت معقدة وغير مفهومة، ما أدى إلى قرارات خاطئة من المستخدمين.
- التقلبات المفاجئة: في أوقات تقلب السوق، قد لا تعمل الخوارزميات بالسرعة المطلوبة لتحقيق الاستقرار.
لكن هناك تقدم ملحوظ. فعلى سبيل المثال، مشروع Frax يحتفظ بجزء من العملات المستقرة في شكل احتياطيات فعلية، ما يقلل من الاعتماد الكلي على الخوارزميات. كما أن المشاريع الجديدة تعتمد على التصميم المفتوح المصدر مما يسمح للمجتمع بمراجعة الكود وتحليل المخاطر بشكل أفضل.

مستقبل العملات المستقرة الخوارزمية في النظام المالي اللامركزي:
تلعب العملات المستقرة الخوارزمية دوراً مهماً في تطور النظام المالي اللامركزي (DeFi)، حيث تُستخدم كأدوات لتوفير السيولة، ضمان القروض، وإجراء المدفوعات دون الحاجة إلى البنوك أو جهات وسيطة.
ما يجعل هذه العملات جذابة هو إمكانية التحكم الذاتي والتوسع دون قيود قانونية أو مركزية. فهي لا تعتمد على حسابات مصرفية، ويمكن لأي شخص في العالم استخدامها دون إذن. ومع تصاعد الرقابة على العملات المستقرة التقليدية مثل USDT وUSDC من قبل الهيئات التنظيمية، قد تمثل الخوارزمية منها بديلاً مهماً للمستخدمين الباحثين عن الخصوصية والاستقلالية.
ومع ظهور شبكات بلوكشين جديدة تدعم العقود الذكية القابلة للتعديل والتحديث المستمر، يبدو أن العملات الخوارزمية قد تجد بيئة أكثر دعماً واستقراراً في المستقبل.
رغم السقوط المدوي لعملة TerraUSD، إلا أن فكرة العملات المستقرة الخوارزمية لم تمت. بل على العكس، عاد المطورون لبنائها من جديد بأسس أكثر نضجاً وواقعية. ومع تحسّن الخوارزميات، وظهور نماذج هجينة تجمع بين الذكاء البرمجي والدعم المالي الجزئي، قد تصبح هذه العملات أكثر قدرة على الصمود في وجه تقلبات السوق.
يبقى السؤال الأهم: هل سيتقبل المستخدمون والمستثمرون هذه العودة؟ أم أن شبح Terra سيبقى يطارد العملات المستقرة الخوارزمية لفترة طويلة؟
في كل الأحوال، من الواضح أن مستقبل التمويل اللامركزي لن يكتمل دون حل مستدام لمسألة الاستقرار، والخوارزميات قد تكون جزءاً كبيراً من هذا الحل.
كما العملات المستقرة الخوارزمية قد تعود لتلعب دوراً محورياً في مستقبل التمويل اللامركزي، إذا نجحت النماذج الجديدة في تحقيق التوازن بين الاستقرار، الشفافية، والمرونة التقنية.
في النهاية للمزيد من الأخبار والمعلومات يمكنك الانضمام إلى قناة الأخبار الخاصة بنا والانضمام إلى أكاديمية Crypto MENA