5 مخاطر تهدد البيتكوين بسبب الحوسبة الكمومية – هل نحن على أعتاب أزمة أمنية؟

الحوسبة الكمومية والبيتكوين أصبحت من أكثر المواضيع إثارة للقلق في عالم العملات الرقمية. مع التطور السريع في تقنيات الحوسبة ، بدأ الخبراء يحذرون من إمكانية اختراق أنظمة التشفير التي تحمي البيتكوين وباقي العملات المشفرة. هذا المقال يستعرض أبرز المخاطر التي تهدد أمن البيتكوين، ويشرح كيف يمكن أن تؤثر الحوسبة الكمومية على مستقبل العملات الرقمية.

ستجد في هذا المقال:
كيف تعمل الحوسبة الكمومية ولماذا هي خطيرة على البيتكوين؟
الحوسبة الكمومية تعتمد على مبادئ ميكانيكا الكم، وتستخدم وحدات تُعرف باسم “الكيوبت” بدلاً من البتات التقليدية. هذه الكيوبتات قادرة على معالجة كم هائل من البيانات في وقت قصير جداً، مما يجعلها قادرة على حل مشاكل رياضية معقدة بسرعة غير مسبوقة.
في حالة البيتكوين، تعتمد الشبكة على خوارزميات تشفير مثل SHA-256 وECDSA لحماية المعاملات والمحافظ. الحواسيب الكمومية يمكنها، نظرياً، كسر هذه الخوارزميات واستخراج المفاتيح الخاصة، مما يعني أن أي شخص يمتلك حاسوباً كمومياً قوياً يمكنه سرقة البيتكوين من أي محفظة.
اقرأ أيضاً :5 طرق تجعل الرموز الاجتماعية Social Tokens مستقبل المؤثرين الرقميين.

الحوسبة الكمومية والبيتكوين: هل التهديد حقيقي أم مجرد نظرية؟
رغم أن الحواسيب الكمومية القادرة على تنفيذ هذا النوع من الهجمات لم تُبنى بعد، إلا أن شركات مثل Google وIBM تحقق تقدماً ملحوظاً في هذا المجال. في عام 2019، أعلنت Google عن تحقيق “تفوق كمومي”، وهو إنجاز تقني يُظهر أن الحوسبة الكمومية بدأت تقترب من القدرة على تنفيذ عمليات لا يمكن للحواسيب التقليدية إنجازها.
في عام 2023، أطلقت IBM نموذجاً كمومياً باسم “Condor” يحتوي على أكثر من 1000 كيوبت، وهو رقم مذهل مقارنة بما كان متاحاً قبل سنوات. هذا التقدم يثير مخاوف حقيقية لدى مجتمع الكريبتو، خاصة أن البيتكوين يحتفظ بسجل دائم لكل المعاملات السابقة. إذا تمكنت الحوسبة الكمومية من كسر التشفير، فإن المعاملات القديمة التي لم تُنفق بعد يمكن أن تكون عرضة للسرقة.
كما أن العملات الأخرى مثل الإيثيريوم، ريبل، ولايتكوين تعتمد على خوارزميات مشابهة، مما يجعل التهديد شاملاً وليس مقتصراً على البيتكوين فقط.
كيف يمكن حماية البيتكوين من الحوسبة الكمومية؟
الخبراء يقترحون عدة حلول لتقليل خطر الحوسبة الكمومية على البيتكوين:
- الانتقال إلى خوارزميات مقاومة للكمومية: هناك خوارزميات جديدة مثل “Lattice-based cryptography” و”Multivariate polynomial cryptography” التي يُعتقد أنها أكثر أماناً ضد الهجمات الكمومية.
- تحديث بروتوكول البيتكوين: يمكن للمطورين تعديل البروتوكول الأساسي للبيتكوين ليشمل تقنيات تشفير مقاومة للكمومية، لكن هذا يتطلب توافقاً واسعاً من المجتمع، وقد يواجه مقاومة من المحافظين في النظام.
- استخدام المحافظ متعددة التوقيع: هذه المحافظ تتطلب أكثر من مفتاح لتوقيع المعاملة، مما يزيد من صعوبة اختراقها حتى باستخدام الحوسبة الكمومية.
- تقليل الاعتماد على المفاتيح العامة المكشوفة: من الأفضل استخدام المحافظ التي لا تكشف المفتاح العام إلا عند إجراء المعاملة، مما يقلل من فرصة استهدافها.
بعض المشاريع بدأت بالفعل في تطوير شبكات بلوكتشين مقاومة للكمومية مثل “Quantum Resistant Ledger (QRL)”، وهي خطوة مهمة نحو حماية الأصول الرقمية.

متى يصبح التهديد الكمومي فعلياً؟
التقديرات تختلف، لكن معظم الخبراء يتوقعون أن الحواسيب الكمومية القادرة على كسر التشفير التقليدي قد تظهر خلال 10 إلى 20 سنة القادمة. ومع ذلك، فإن التحرك المبكر ضروري، لأن تطوير حلول أمنية يستغرق وقتاً طويلاً، ويتطلب اختباراً وتوافقاً مجتمعياً.
هل البيتكوين في خطر فعلي؟
الحوسبة الكمومية تمثل تهديداً حقيقياً لأمن البيتكوين، لكنها ليست خطراً فورياً. لا تزال هذه التقنية في مراحلها الأولى، ولكن تجاهلها قد يؤدي إلى مشاكل جسيمة في المستقبل. من المهم أن يبدأ مجتمع الكريبتو في اتخاذ خطوات استباقية لحماية الشبكة، وتحديث البنية التحتية التشفيرية بما يتناسب مع التحديات القادمة.
في النهاية، الحوسبة الكمومية والبيتكوين هما وجهان لتطور تقني مذهل، لكن التوازن بين الابتكار والأمن هو ما سيحدد مستقبل العملات المشفرة. إذا تم التعامل مع هذا التهديد بجدية، فقد يتحول من خطر إلى فرصة لإعادة بناء أنظمة أكثر قوة ومرونة.
في النهاية للمزيد من الأخبار والمعلومات يمكنك الانضمام إلى قناة الأخبار الخاصة بنا والانضمام إلى أكاديمية Crypto MENA